نيويورك، 2 أكتوبر 2024— في المجتمعات التي تكافح إرث الفظائع الجماعية، يمكن أن تكون هيئات البحث عن الحقيقة والتقارير التي تنتجها مفيدة في الكشف عن المسؤولية، والكشف عن الأسباب الجذرية، ومنع تكرار العنف أو القمع. اليوم، يصدر المركز الدولي للعدالة الانتقالية تقريرًا بحثيًا جديدًا يعمل كدليل عملي لأولئك الذين يعملون في لجان الحقيقة وهيئات تقصي الحقائق حول كيفية تحويل كميات كبيرة من البيانات والمعلومات إلى تقارير ذات مصداقية.
وعندما تكون تقارير تقصي الحقائق نتاجاً لتحقيقات دقيقة ومتماسكة ومقنعة، فإنها قد تصبح بمثابة محفزات للتغيير. فضلاً عن ذلك، فإن مثل هذه التقارير قادرة على الاعتراف بقوة بالضرر الذي لحق بالضحايا. وبهذا فإنها تبدأ عملية استعادة الكرامة الإنسانية للضحايا فضلاً عن التعافي المجتمعي.
يعتمد تقرير "التقارير التي تُحدث تحولاً: نشر الحقيقة وإحداث التأثير" على تجارب واقعية من لجان الحقيقة المتعددة ويتضمن مقتطفات وأمثلة من وثائق تشغيلية. وتقول آنا ميريام روكاتيلو، مديرة البرامج ونائبة المدير التنفيذي في المركز الدولي للعدالة الانتقالية: "سيكون التقرير دليلاً لا غنى عنه للمحققين والباحثين وكتاب التقارير الذين يعملون في تحقيقات واسعة النطاق."
إن تحويل البيانات التي تم جمعها من مصادر مختلفة يشكل تمريناً صعباً بالنسبة لأي لجنة حقيقة أو هيئة لتقصي الحقائق. ويشير هوارد فارني، مؤلف التقرير وخبير بارز في المركز الدولي للعدالة الانتقالية، إلى أن "كل التحقيقات الكبرى تقريباً تقلل من تقدير الجهد والوقت اللازمين لجمع المعلومات وتحليلها وكتابة التقرير النهائي".
يشرح هذا البحث الجديد كيفية فهم الكم الهائل من البيانات التي تم جمعها، والأسئلة الرئيسية التي يجب طرحها وإيجاد حلول لها، وكيفية تحويل البيانات إلى تقرير نهائي قابل للقراءة ومفيد. ويغطي كيفية كتابة التقارير، وتطوير النتائج والتوصيات، والتعامل مع التدخل السياسي. كما يقدم أمثلة على تنسيقات التقارير النموذجية.
ويكتب فارني في المقدمة أن "التقرير الجيد الذي يتقصى الحقائق ينبغي أن يفعل أكثر من مجرد تسجيل ما حدث، بل ينبغي أن يلهم الناس على بذل المزيد من الجهد، والتحلي بقيم جديدة، وبناء مجتمع إنساني جديد ورعاية". ويؤكد فرناندو ترافيسي المدير التنفيذي للمركز الدولي للعدالة الانتقالية أن "هذا الدليل من شأنه أن يساعد الممارسين على إعداد تقارير مؤثرة، وتقارير تقدم إجابات تساعد في تحويل المجتمع".
______
الصورة: مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ألفارو دي سوتو (يسار) يتسلم تقرير لجنة التوضيح التاريخي في غواتيمالا بعنوان "ذاكرة الصمت" من أوتيليا لوكس دي كوتي، أحد أعضاء اللجنة، خلال حفل أقيم في المسرح الوطني بالعاصمة في 25 فبراير/شباط 1999. (رويترز)